قرار المحكمة الجنائية الدوليّة ملاحقةَ رئيس وزراء إسرائيل باعتباره مجرم حرب يعطينا أملًا في أن ينتصر الدم على السيف يومًا ما. إذ من أهم آثاره أنه يكسر الحصانة التقليدية التي تمتعت بها الدولة العبرية منذ قيامها، بحيث تحولت إلى كيان فوق القانون والمساءلة، وليس فقط فوق البشر «الأغيار» كما تقول أساطيرهم.
والقرار (الذي يشمل أيضًا وزير الدفاع المقال يوآف غالانت وقائد عز الدين القسام محمد الضيف الذي يُعتقد أنه قُتل منذ أشهر)، يدخل كتاب التاريخ الذي سطرته انتفاضة طوفان الأقصى منذ أطلقته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكُسرت به هيبة إسرائيل وقوة الردع التي أشاعها جيشها الذي ادعى أنه لا يُقهر.
لكن تلك خطوة في رحلة الألف ميل كما يُقال؛ لأن هناك الكثير من التحديات التي تنتظرنا بعد ذلك.
ما حدث لن يغير كثيرًا من موازين القوى في الأجل المنظور، بينما الصراع الراهن الذي تديره الولايات المتحدة لصالح إسرائيل يحفل بمظاهر الخلل لصالح الاحتلال، مما يستبعد حسمه عسكريًا أو بالضربة القاضية.
لكن ذلك لا يحول دون استنزاف العدو وإرهاقه بالنقاط التي يتم تسجيلها عسكريًا في جولات الصراع، وهو ما يحتاج إلى وقت يستمر فيه الصمود والإصرار العنيد من جانب الفلسطينيين في جبهات القتال وخارجها.
إرسال تعليق